Site icon السعودية برس

أسهم الصين تومض إشارات مقلقة وسط صعود لا يدعمه الاقتصاد

بدأت مؤشرات مقلقة تظهر في أسواق الأسهم الصينية المحلية، بعد موجة صعود مفاجئة مدفوعة في معظمها بتدفق السيولة أكثر مما استندت إلى تحسن في الأسس الاقتصادية.

امتد الصعود يوم الإثنين مع وصول قيمة التداولات في ثاني أكبر سوق للأسهم في العالم إلى 3.1 تريليون يوان (433 مليار دولار)، وهو ثاني أعلى مستوى في تاريخها. واصل مؤشر “CSI 300” مكاسبه للجلسة الرابعة على التوالي، ليكون بين الأفضل أداءً في آسيا هذا الشهر. لكن مؤشرات التقييم والتحليل الفني وتمويل الهامش بدأت تطلق تحذيرات.

إليك مؤشرات على أن ارتفاع السوق بدا مفرطاً: 

السوق تبدو أكثر تكلفة مع المكاسب الأخيرة. بعد ارتفاعه بأكثر من 13% هذا العام، يُتداول مؤشر “CSI 300” عند نحو 15 ضعفاً للأرباح المتوقعة خلال 12 شهراً، وهو الأعلى منذ أوائل 2022، وفوق متوسط العشر سنوات البالغ نحو 12 ضعفاً.

قد يهمك: سوق الأسهم الصينية بقيمة 11 تريليون دولار تشهد انتعاشاً هادئاً

تراجع جاذبية الأسهم الصغيرة في الصين

جاذبية مؤشر “CSI 500” للأسهم الصغيرة تتراجع بدورها، إذ يُتداول عند نحو 21 ضعفاً للأرباح المتوقعة، أي أعلى بكثير من متوسط العشر سنوات البالغ 17 ضعفاً. ورغم أنه ما زال دون ذروة هذا العام، فإن تقديرات الأرباح لكل سهم الصادرة عن “بلومبرغ” لكلا المؤشرين اتجهت صعوداً خلال الأسابيع الأخيرة.

مؤشر “STAR 50″، الذي يضم أسهماً شديدة الانكشاف على قطاع الرقائق، كان المثال الأبرز على الطفرة الأخيرة. إذ يُتداول ما يقرب من ثلثي مكوناته فوق الحد الأعلى لمؤشر “بولينجر باند” (Bollinger Band)، وهو أداة شائعة للتقلب تقيس ما إذا كان السهم مقوماً بأعلى أو أدنى من قيمته. هذه النسبة هي الأعلى منذ بلوغها 100% في أكتوبر، وقد تكون إشارة خروج خاصة مع تجاوز المؤشر نفسه الحد الأعلى لأربعة جلسات متتالية.

طالع أيضاً: الأسهم الصينية تتصدر الأسواق العالمية مع قفزة شركات الرقائق

تُظهر المؤشرات الفنية إشارات تحذير إضافية؛ إذ وصلت أربعة مؤشرات رئيسية للأسهم المحلية إلى مستويات شراء مفرط. ارتفع مؤشر القوة النسبية لـ14 يوماً للأسهم الكبرى وأسهم النمو، في كل من شنغهاي وشينزين، إلى ما فوق مستوى 80، أي أعلى بكثير من العتبة 70 التي تشير عادة إلى “شراء مفرط”.

مؤشر التقلب في سوق الصين عند أدنى مستوى

قد يجد المستثمرون بعض الطمأنينة في أن هذه المستويات غالباً ما تتزامن مع تقلبات مرتفعة في ما يُعرف بـ”موجات الخوف من فوات الفرصة” . لكن هذه المرة، بقي مؤشر التقلب لعشرة أيام لمؤشر “شنغهاي المركب” قريباً من أدنى مستوياته التاريخية، ما يشير إلى أن معنويات المستثمرين الأفراد، الذين يتابعون هذا المؤشر عن كثب، لم تصل بعد إلى حالة من الحماس المفرط.

رغم أن بعض المحللين ما زالوا متفائلين بقدرة الزخم على الاستمرار، إلا أن التوسع السريع في مشتريات الأسهم عبر التمويل بالهامش يشكل مبعث قلق إضافي. فقد تجاوزت قيمة هذه المشتريات نسبة 11% من إجمالي التداول اليومي للسوق مراراً في الأيام الأخيرة، واقتربت من الذروة المسجلة في أكتوبر.

كما ارتفع حجم الصفقات القائمة الممولة بالهامش إلى 2.1 تريليون يوان، أي أقل بنحو 6% فقط من الذروة التي سبقت انفجار فقاعة السوق عام 2015 المدفوعة بالرافعة المالية. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن حجم سوق الأسهم المحلية في الصين توسع بنحو 75% منذ تلك الذروة قبل عقد.

Exit mobile version