Site icon السعودية برس

أسعار النفط تنخفض وسط إمكانية التوصل إلى هدنة جوية في أوكرانيا

تراجعت أسعار النفط لليوم الرابع على التوالي، بعد أنباء تفيد بأن روسيا تدرس تقديم تنازلات للرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد تشمل وقفاً مؤقتاً للضربات الجوية في أوكرانيا.

انخفض سعر خام “برنت” تسوية أكتوبر بنسبة 1.5% ليصل إلى 67.70 دولار للبرميل، كما تراجع خام “غرب تكساس” الوسيط بأكثر من 1% ليُتداول قرب 65 دولاراً للبرميل، مواصلاً خسائره بعد ثلاثة جلسات متتالية من التراجع.

ونقلت “بلومبرغ” أن الكرملين يدرس خيارات، منها وقف الضربات الجوية، لتقديم تنازل لترمب بهدف تجنب خطر العقوبات الثانوية. وكانت الأسعار قد ارتفعت في الفترة الأخيرة مع استعداد المستثمرين لاحتمال تراجع تدفقات النفط الروسي.

اقرأ أيضاً: عقوبات ترمب “الثانوية”: تهديد لروسيا أم ضغط على الحلفاء؟

يأتي هذا التطور قبل أيام قليلة من موعد الثامن من أغسطس، وهو المهلة المحددة أمام روسيا للتوصل إلى هدنة مع أوكرانيا. ومن المتوقع أن يزور المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف موسكو هذا الأسبوع.

كان ترمب قد صرح في وقت سابق أنه سيرفع الرسوم الجمركية بشكل كبير على الهند، متهماً إياها بالمساهمة في إطالة أمد الحرب الروسية في أوكرانيا من خلال شرائها للنفط الروسي. وقد اعتبرت نيودلهي هذه الخطوة غير مبررة.

الضبابية الجيوسياسية تزيد الضغط على الأسواق

شهدت أسعار النفط تقلبات كبيرة في الآونة الأخيرة، إذ ارتفعت لعدة دولارات لتُتداول قرب 70 دولاراً، قبل أن تعود وتنخفض مجدداً، في ظل محاولات المتعاملين تقدير ما إذا كان ترمب سينفذ تهديداته بفرض عقوبات على مشتري النفط الروسي. وساعد على استقرار الأسعار مؤخراً غياب الزيادات في المخزونات قرب نقاط التسعير الحيوية، واقتصارها على مناطق مثل الصين.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة “بي بي” موراي أوشينكلوس في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ” إنه “من الصعب جداً التنبؤ بما سيحدث في ما يتعلق بالعقوبات على روسيا، والعقوبات على إيران، ومخزونات الصين، إلى جانب أساسيات سوق النفط”. وأضاف: “هذه هي العوامل التي ستحدد اتجاه أسعار النفط في المرحلة المقبلة”.

وأشار دانيال غالي، استراتيجي السلع في “تي دي سيكيوريتيز”، إلى أن صناديق المضاربة التي تتبع الاتجاهات، قد تكون سبباً إضافياً في الضغط على الأسعار، إذ باعت ما يصل إلى 66% من أقصى حجم ممكن لها مع تراجع الأسعار.

وقال غالي: “في كل سيناريوهات الأسعار تقريباً، من المتوقع أن تقوم خذه الصناديق ببيع عقود خام غرب تكساس وبرنت التي تحتفظ بها هذا الأسبوع”.

الهند والصين من أبرز مستوردي النفط الروسي

برزت الهند كأكبر مشترٍ لصادرات روسيا البحرية من النفط الخام منذ الحرب على أوكرانيا عام 2022، حيث استغلت الخصومات على الأسعار بعد أن أحجمت الدول الغربية عن شراء الخام الروسي، لترفع وارداتها من مستويات قريبة من الصفر إلى نحو ثلث إجمالي وارداتها النفطية. وتعد الصين أيضاً من كبار مستوردي النفط الروسي.

في سياق منفصل، أعلن تحالف “أوبك+” قبل أيام عن زيادة أخرى في الإنتاج، منهياً بذلك التخفيضات الطوعية السابقة. وسيتعين على التحالف اتخاذ قرار بشأن إعادة المزيد من البراميل إلى السوق خلال الأشهر المقبلة، رغم التوقعات بإمكانية حدوث فائض في الإمدادات بحلول نهاية العام.

اقرأ أيضاً: “أرامكو” تحافظ على وتيرة توزيعات الأرباح الفصلية حتى نهاية العام

وحذّرت شركة “دياموند باك إنرجي”، وهي أكبر شركة مستقلة للتنقيب في حوض بيرميان الأميركي، من احتمال تدفق كميات كبيرة من النفط إلى الأسواق في الأشهر المقبلة، وأعلنت عن تقليص إنفاقها الرأسمالي.

ورغم هذه التحديات، قالت شركتا “بي بي” و”أرامكو السعودية” يوم الثلاثاء، إن الطلب على النفط لا يزال متماسكاً. وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة “أرامكو” أمين الناصر، أن الرسوم الأميركية لا تؤثر بشكل كبير على الطلب، مشيراً إلى أن استهلاك البنزين ووقود الطائرات في الولايات المتحدة والصين يواصلان دعم مستويات الطلب.

Exit mobile version