Site icon السعودية برس

أسعار النفط تستقر بعد صعود مدفوع بالعقوبات والمفاوضات التجارية

تأرجحت أسعار النفط بين المكاسب والخسائر بعد أكبر ارتفاع أسبوعي منذ يونيو، مع تركّز اهتمام المتعاملين على آفاق الإمدادات الأوسع، في ظل إحراز الولايات المتحدة والصين تقدماً في المفاوضات التجارية.

ارتفع خام “برنت” تسليم ديسمبر بنحو 0.5% ليستقر عند 65.62 دولاراً للبرميل، في حين تراجع خام “غرب تكساس الوسيط” بنسبة 0.3% ليستقر فوق 61 دولاراً، موسعاً خسائره لليوم الثاني على التوالي.

وقال كبار المفاوضين الصينيين والأميركيين إنهم توصّلوا إلى تفاهمات بشأن مجموعة من النقاط، ما يمهّد الطريق أمام الرئيس دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينغ لإبرام اتفاق يخفف التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين ومستوردي نفط في العالم.

النفط يلتقط أنفاسه بعد العقوبات على “روسنفت” و”لوك أويل”

رغم ذلك، بقيت أسعار النفط شبه مستقرة يوم الإثنين بعد أن قفزت بنحو 7% الأسبوع الماضي، عندما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على عملاقي النفط الروسيين “روسنفت” و”لوك أويل” في محاولة للضغط على موسكو بسبب حربها المستمرة في أوكرانيا، ما أضاف مخاطر جديدة على جانب الإنتاج في سوق تُظهر مؤشرات على دخولها في فائض.

وأعلنت شركة “لوك أويل” في بيان أنها تعتزم بيع أصول دولية نتيجة العقوبات الأخيرة.

وقال دينيس كيسلر، نائب الرئيس الأول للتداول في بنك “بي أو كيه فاينانشال” إن “السوق تأخذ استراحة الآن. فبينما تستمر المفاوضات بين الولايات المتحدة والصين، لم يتم التوصل بعد إلى نتيجة ملموسة… أما العقوبات على روسيا فقد توقف بعض الشحنات، لكن الأرجح أن معظم ذلك النفط سيجد وجهة أخرى”.

وأشار مسؤولون مطلعون إلى أن إدارة ترمب تسعى لجعل تجارة روسيا أكثر صعوبة وكلفة ومخاطرة، ولكن من دون التسبب بصدمة مفاجئة في الإمدادات قد تؤدي إلى ارتفاع حاد في الأسعار العالمية.

رهانات المتداولين وتوقعات الزخم الصعودي للأسعار

ساعدت الإجراءات الأميركية النفط على التعافي من أدنى مستوى له في خمسة أشهر الأسبوع الماضي، لكن جزءاً من هذا الارتفاع يُعزى إلى التمركزات المفرطة في السوق، إذ راكم المتعاملون رهانات قياسية على انخفاض أسعار خام “برنت”، ترقباً لحدوث فائض في الأشهر المقبلة.

وفي الأثناء، قال دانيال غالي، استراتيجي السلع في بنك “تي دي للأوراق المالية”، إن صناديق التداول الكمية مرشحة لتسريع الزخم الصعودي للأسعار، مضيفاً: “نتوقع في نهاية المطاف أن تكون الاضطرابات الناجمة عن موجة العقوبات الأخيرة محدودة، لكن في الأجل القريب ستقود مراكز البيع الكمية حركة الأسعار خلال الجلسات المقبلة”.

في الوقت نفسه، يواصل تحالف “أوبك+” إضافة المزيد من البراميل إلى السوق، فيما لمح بعض الأعضاء، ومنهم الكويت، إلى إمكانية زيادة إضافية. بالتزامن مع ذلك، لا تزال السوق تتوقع حدوث تخمة في المعروض.

وظل الخام مستقراً بعد أن ذكرت “بلومبرغ” أن التحالف يدرس إقرار زيادة شهرية ثالثة بمقدار 137 ألف برميل يومياً في ديسمبر، كأحد الخيارات، وذلك عندما يجتمع الأعضاء الرئيسيون هذا الأسبوع، وهو ما يشير إلى أن السوق كانت قد أخذت هذا السيناريو في الحسبان بالفعل.

وقالت وكالة الطاقة الدولية يوم الإثنين إن أسعار النفط مرشحة للاعتدال خلال الأيام والأسابيع المقبلة نتيجة وفرة المعروض، مضيفة أن السوق ستشهد فائضاً هذا العام مع تفوق الإنتاج في الأميركيتين على نمو الطلب، بحسب المدير التنفيذي للوكالة فاتح بيرول.

نطاق سعري بين 60 و65 دولاراً للبرميل

قالت نور العلي من “ماكرو ماركتس آند سكووك” في “بلومبرغ”: “من جهة، هناك دلائل على تراكم ضخم في المخزونات، خصوصاً في البحر، وهو ما يضغط على الأسعار كلما اقتربت عقود برنت الآجلة من مستوى 65 دولاراً”.

وأضافت: “في المقابل، أدت العقوبات الأميركية الجديدة على النفط الروسي إلى عمليات شراء عند الانخفاض قرب مستوى 60 دولاراً، ما عزز النطاق السعري بين 60 و65 دولاراً كحد أقصى وأدنى للسوق”.

Exit mobile version