تقلبت أسعار النفط مع تصاعد التوترات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي “الناتو”، إذ حذّر قادة أوروبيون الكرملين من أن الحلف العسكري الغربي مستعد للرد بالقوة على انتهاكات مجاله الجوي.
تراوح سعر خام غرب تكساس الوسيط بين المكاسب والخسائر ليغلق قرب مستوى 65 دولاراً للبرميل، بعدما هبط في وقت سابق بنسبة بلغت 1.4%، وذلك بعد أن خلص دبلوماسيون أوروبيون إلى أن التوغل الروسي الأخير في إستونيا كان تكتيكاً متعمداً بأوامر من قادة روس. جاءت هذه التصريحات منسجمة مع ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم الأربعاء، حين دعا “الناتو” لإسقاط الطائرات الروسية التي تخترق مجاله الجوي.
ترمب: على دول “الناتو” إسقاط الطائرات الروسية حال اختراقها لمجالها الجوي
توجهت أنظار المتعاملين إلى التدفقات الروسية في الأسابيع الأخيرة وسط جهود عالمية للضغط على موسكو من أجل إحلال السلام في أوكرانيا عبر استهداف أصولها في مجال الطاقة. وارتفع سعر الخام في وقت سابق من يوم الخميس بعدما قال ترمب للرئيس التركي رجب طيب أردوغان: “توقف عن شراء أي نفط من روسيا”، وذلك بعد يوم من دعوته أوروبا إلى التوقف عن شراء الطاقة من عضو “أوبك+”. وقد دفع ذلك المستثمرين في النفط إلى تغطية مراكز مراهنة على هبوط الأسعار.
توترات جيوسياسية وضغوط أساسية
أمر وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسث بعقد اجتماع عاجل لكبار القادة العسكريين مطلع الأسبوع المقبل، وهو اجتماع غير اعتيادي أثار مخاوف بشأن اضطرابات أوسع قد تهدد تدفقات الخام العالمية.
ومع ذلك، لم تنجح سلسلة العوامل السلبية في إخراج السوق من النطاق الضيق الذي تتحرك فيه منذ أوائل أغسطس، إذ يوازن المتعاملون بين التوقعات المتشائمة والتوترات العالمية المتصاعدة. ويتوقع مراقبون للسوق بقيادة وكالة الطاقة الدولية فائضاً في الإمدادات خلال وقت لاحق من العام نتيجة زيادة إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط وشركائها، إضافة إلى المنتجين من خارج المجموعة.
وكانت أسعار النفط تراجعت في وقت سابق مع تقييم المتعاملين للتدفقات المستقبلية من كردستان العراق إلى سلاسل الإمداد العالمية. وقال وزير الخارجية فؤاد حسين في مقابلة إن اتفاقاً تاريخياً لاستئناف الصادرات قد يعيد 500 ألف برميل يومياً إلى السوق.
العراق يتوصل لاتفاق “تاريخي” لاستئناف تصدير نفط إقليم كردستان
ويزيد احتمال ارتفاع التدفقات من إقليم كردستان العراق، بعد توقف دام عامين، المخاوف من أن سوق النفط تتجه إلى فائض في المعروض.