الصباحُ لا يأتي دومًا بما يسُر، كانت شمسُنا هذا اليوم تشرق، لكنها غابت بجملتها أبدًا عن صديقنا الوفي “محمود ذكي” الذي صدمنا برحيله الفجائي دون تأهُب للوداع.
محمود أو ” زووم” كما كنا ندعوه ويحب، عرفناه منذ سنوات نابغًا شغوفًا طامحًا لما أبعد من ناظريه، كان ذكاؤه يقوده إلى دروب جديدة دوما، وفطنته الفطرية تفتح له دروبًا من العبقرية والإبداع في مجاله، حتى كنا نحن زملاء العمل في صدى البلد عندما تتعثر المهام على مواقع السوشيال ميدا، لا نفكر إلا في نصيحة واحدة ” إسأل زووم”.
سألنا زووم كثيرا ولم يتأخر، لكننا لم نعد بعد اليوم نملك سؤاله .. بل سؤال الله أن يجعل له نصيبًا في الأجر والجزاء من حُسن خلقه ومعاشرته.
أحلام زووم كانت أكبر من أن يستوعبها إطار الحياة غير العادلة، وشغفه بالتحليق بأفكاره كان يوهمك بأن نسخة أخرى منه تعيش في عالم موازٍ، كان طموحًا إلى الحد الذي يُشعرك بأنه سيمسك من السماء قطعة، وبسيطًا إلى الحد الذي تظنه لا يريد من الحياة سوى الضحكة الصافية والصحبة الحلوة.
ربما الرحيل صدمة.. لكنّ شيئًا في نفوسنا يعزينا.. زووم لم يكن شبَه الحياة .. وبراح الجنة أرحب لروحه من سجن الحياة.