ارتفعت البورصة السعودية في مستهل تعاملات اليوم الأحد مقتفية أثر الأسواق العالمية، التي صعدت في نهاية الأسبوع الماضي وسط انتعاش لآمال خفض أسعار الفائدة الأميركية الشهر المقبل.
بعدما أنهى الأسبوع الماضي على مكاسب طفيفة، صعد “تاسي” حوالي 0.6% متجاوزاً عتبة 10900 نقطة المهمة مدعوماً بصعود أسهم “أرامكو” و”مصرف الراجحي” -أكبر سهمين على المؤشر- وكذلك “أكوا باور” في حين شهد سهم “سابك” بعض عمليات جني الأرباح بعد قفزة تجاوزت 7% الخميس الماضي.
تفاؤل بتصريحات باول
في كلمة أمام مؤتمر البنوك المركزية في جاكسون هول يوم الجمعة، ترك رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الباب مفتوحاً أمام خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، مشيراً إلى “تحول في توازن المخاطر” قد يستدعي تعديل السياسة النقدية.
لكنه شدد أيضاً على المخاطر المستمرة لارتفاع التضخم الناتج عن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب، مما يمهّد لنقاش محتدم عندما يجتمع مسؤولو السياسة النقدية في واشنطن يومي 16 و17 سبتمبر بشأن وتيرة الخفض المناسبة، وما إذا كان ينبغي المضي في التخفيضات من الأساس.
اقرأ أيضاً: أبرز الاستنتاجات من ندوة الاحتياطي الفيدرالي في “جاكسون هول”
يرى ماجد الخالدي، المحلل المالي الأول في صحيفة “الاقتصادية”، أن السوق السعودية “بحاجة إلى مثل هذه الأخبار” التي تعزز معنويات المتعاملين في السوق كما حدث الأسبوع الماضي في قطاع البتروكيماويات.
خلال مقابلة مع “الشرق”، قال الخالدي: “سنرى تأثيراً على السوق في حال خفض أسعار الفائدة خاصة في أسهم القطاع البنكي، وتحديداً البنوك التي تعتمد على تعاملات الأفراد مثل مصرف الراجحي”.
وأشار إلى أن “قطاع الخدمات المصرفية للأفراد به بعض التحديات، خاصة فيما يتعلق بنمو القروض سواء العقارية أو الشخصية، وهذا يرجع ربما إلى رغبة الأفراد في تأجيل الحصول على القروض لحين انخفاض أسعار الفائدة”.
أخبار الشركات تواصل قيادة السوق
من بين الأخبار التي أثرت على التعاملات في السوق اليوم، أعلنت “أكوا باور” الإغلاق المالي لمشروعي محطتين لإنتاج الكهرباء بقدرة إجمالية 3.6 غيغياواط بعد الحصول على تمويل بقيمة 12.8 مليار ريال لمدة 28 عاماً من تحالف مقرضين محليين ودوليين. وارتفع سهم الشركة نحو 0.9% في التعاملات المبكرة.
اعتبر محمد الميموني، المستشار المالي في “المتداول العربي”، أن حجم التمويل ومدته تعكس “الثقة في قدرة الشركة على تنفيذ المشاريع وكذلك يعطي استقراراً طويل الأجل للشركة”.
لكنه أضاف خلال مداخلة مع “الشرق” أن “الوضع المالي للشركة في ظل هذا التمويل الضخم قد يتعرض لضغط على المدى القصير”.
وفي قطاع المطاعم، وقعت شركة “برغرايززر” اتفاقية للاستحواذ على 60% من شركة “حبة القهوة” في إطار خطة شركة الوجبات السريعة للنمو من خلال الدخول في قطاع المقاهي. وقفز سهم “برغرايززر” بنحو 4.5% عند الفتح.
وتوقع الخالدي أن تعزز الصفقة حال إتمامها من هوامش ربحية “برغرايززر”، نظراً لانخفاض ربحية قطاع المطاعم في ظل العدد الكبير منها في المملكة.
لكنه أشار إلى أن الدمج بين المطاعم والمقاهي في نفس المكان لا يتسم بكونه “خياراً جيداً لأن المستهلك في السوق السعودية يفضل أن يكون المطعم منفصلاً عن المقهى”.