يعبر السؤال عن كيف تملك الدنيا كلها ؟، حلم ومطمح الكثيرون ، فطالما كان الإنسان حيًا فإنه يسعى باستمرار إلى طلب الدنيا وما فيها من أرزاق أيًا كانت أنواعها من مال وبنين وذهب وفضة وقناطير مقنطرة، فهكذا حال الإنسان في الدنيا الغرورة المزينة لإغوائه دائمًا، وهذا ما يبين أهمية سؤال كيف تملك الدنيا كلها ؟، وأيًا كان دافعه فضولاً أو معرفة لكسبها فإن إغراء امتلاك الدنيا يظل مطلوبًا ومؤثرًا ومن ثم يطرح سؤال كيف تملك الدنيا كلها ؟.
كيف تملك الدنيا كلها
قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه فيما ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم -، أن هناك ست كلمات بها تستطيع أن تملك الدنيا كلها.
و أوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال: كيف تملك الدنيا كلها ؟ ، أنه ينبغي على الإنسان أن يحرص على أن تكون علاقته مع الله سبحانه وتعالى مبنية على التوكل والتسليم والرضا عن الله عز وجل، مشيرًا إلى أن ذلك كله يتحقق بذكر واحد من ست كلمات، وهو : « لا حول ولا قوة إلا بالله».
و أضاف أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قد أوصى بهذه الكلمات ، فقال في الحديث الشريف: «لا حول ولا قوة إلا بالله من كنوز العرش»، لافتًا إلى أن العرش أكبر كائن خلقه الله جل وعلا.
واستطرد: وإن السماوات السبع على اتساعها، كحلقة في صحراء كبيرة، بالنسبة إلى العرش، العرش تخيل أنه أعظم مخلوق حجمًا وقيمةً، فيه كنز، فإذا فتحت هذا الكنز وجدته: لا حول ولا قوة إلا بالله.
و تابع: إذن بهذه الكلمة سنستطيع أن نملك الدنيا، أن نملك حياتنا، أن نعرف كيف نسير؛ بلا متاهة، لا حول ولا قوة إلا بالله، ليست كلمات ترص بجوار بعضها البعض، بل هي منهج حياة، ومنهج تغيير، فهيا بنا نُغَيِّرُ، ما بيننا وبين الله، على حد: لا حول ولا قوة إلا بالله.
لا حول ولا قوة إلا بالله
وكانت دار الإفتاء المصرية ، قد أوصت باللجوء إلى الله تعالى والاستعانة به والإكثار من قول ( لا حول ولا قوة إلا بالله)، منوهة بأن ذكر (لا حول ولا قوة إلا بالله) هو مفتاح قوة، فالعقيدة تفيد بأن الله سبحانه وتعالى خلاق، حيث خلق كل شيء في الكون، وكذلك لا يكون في كونه إلا ما أراد عز وجل.
وتابعت: بناءً عليه يكون كل شيء بيده سبحانه وتعالى، وليس للإنسان حول ولا قوة، وهنا تكمن حقيقة «لا حول ولا قوة إلا بالله»، وعظيم ثوابها، لأنها إقرار بحقيقة أساسية في العقيدة، فهي من كنوز الجنة.
وأشارت إلى أنه قد حثّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- المسلمين المداومة على ذكر الله -تعالى-، والإكثار من قول لا حول ولا قوّة إلا بالله ، وأن يحرص على ترديدها في كلّ أوقاته.
وأردفت: إذ يُسنّ للمسلم قولها في الصّباح، وعند المساء، وعند إقباله على النّوم؛ لتكون حِرزاً لقائلها في يومه فتحميه، وتُخفّف عنه عناء الحياة الدّنيا، وتجعله تحت مرضاة الله -تعالى- وفي كنفه، وتعصمه في ليله وعند نومه من وساوس الشّيطان.
ونوهت بأنه أمرنا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالمداومة عليها لتستقيمَ حياة المرء، ويطمئنّ بها باله، ولتُعينه على الاستقامة والسّير في الطّريق السّليم، وذلك لأنها تطرد الهمّ والحزن عن صاحبها؛ لأنّ قائلها يستعين بخالقه ويُفوّض الأمر إليه، ويَبْرأ من حوله وقوّته وعجزه إلى حول الله وقوّته وجبروته.